شعور بغطاء استعماري موجود بكل مكان بحاول انه يلبس الوادي بحلة جديدة

شطحة جماعية

وصلنا في مشروعنا لمرحلة اللي حسينا انه حابين نشارك بحثنا مع ناس من محيطنا ونشاركهم بأسئلتنا وأفكارنا ونعرفهم على الوادي عن قرب. في 29 أيلول، دعينا أصحابنا من مصورين، معماريين وفنانين لشطحة جماعية في الوادي. فكرنا كتير بإطار هاي الجمعة، موقعها وهدفها.

حبينا نجاوب على الاسئلة اللي كنا نضل نطرحها ع حالنا بطريقة مختلفة، نشارك ولاد جيلنا هاي الاسئلة ونشوف شو أجوبتها عندهم.

قرارنا انه تكون على شكل شطحة ومش مشية هو بسبب حاجتنا نقعد شوي ونفكر بشكل جمعي بممارستنا، نتأمل، نتناقش ونسأل حالنا شو دورنا بهاد المكان. اخترنا السد اللي جنب مستعمرة بيت زايت كموقع للقاء، مش بس لانه هو أبعد نقطة في الوادي اللي وصلنالها بمشياتنا، بس كمان لدور هاد السد في تجزئة الوادي وتغيير معالمه ودوره التاريخي الاستعماري في الهيمنة على المياه. 

حضر معنا مجموعة رائعة من المعماريين والفنانين. لأنه الدنيا كانت كتير شوب، لقينا موقع مناسب نقعد فيه تحت الأشجار الصنوبر المزروعة على ممر مزفت للمشي جنب الوادي. فرشنا الحصيرة وفردنا الأكل من كعك وفلافل وحمص، سمعنا اخبار بعض وتعرفنا على الوجوه الجديدة. 

بعدها تجمعنا بشكل دائري لنبلش بالنقاش. قرأنا شوي من مذكراتنا بوادي بيت حنينا، سمعنا تسجيلات صوتية كنا مسجلينها لأصوات الجرافات، المجاري ومقابلات مع أهالي القرى المحيطة، اطلعنا على خريطة الوادي من منبعه لمصبه واتفرجنا على نماذج مطبوعة من المسوحات ثلاثية الأبعاد. كان عنا كتير أسئلة، أسئلة عم بتلاحقنا لأشهر طويلة، أهمها بتمحور حوالين الوسائل اللي بنستخدمها للتوثيق وفعاليتها بعصرنا وكيف نتجنب الهيمنة على الوادي من خلالها. 


كان في تفاوت بالآراء، منهم اللي شعر إنه المسوحات بتغير من طابع المشروع اللي مبني على الروايات والذاكرة الجمعية، ومنهم اللي اعتبر أي وسيلة للتوثيق، شو ما كانت، ضرورية بدون ما نحدّ أنفسنا بأسئلة حول "أخلاقياتها"، بالذات في ظل صراعنا مع مستعمر ما بيستنى قبل ما يمارس أساليب جديدة من العنف والمحو اللي بتهدّد وجودنا وتاريخنا في المكان. 
بعد الشطحة، طلعنا مع أسئلة أكتر من اللي جينا فيها، أسئلة اللي ما اظن الها جواب واحد قطعي، وانه كل اشي تاني غير صراعنا للارتباط مع المكان شو ما تعددت أشكاله، هو عبارة عن اسئلة ثانوية بتشتّتنا عن هدفنا بالارتباط بالأرض اكتر وتعزيز علاقتنا فيها وفهمها، بمعزل عن عالم السرعة اللي عايشينه اليوم.



سيرين علوي

أريج الأشهب