
كان نفسي اوقف جنب كل شجرة سماق والقط كل ثمارها الحمرا
بين السماق والصنوبر
عم بكتب عن هاي الرحلة بعد أشهر، ولسبب ما مش كتير متذكرتها، بخلاف جولاتنا الثانية.
بلشنا من الأول كمان مرة، من مستعمرة عطروت مع الخارطة. كل مرة منبدأ من نفس المحل ومنشوف مشاهد جديدة، مرقنا من لفتا ومن لفتا لمستعمرة بيت زايت.
الإشي الوحيد اللي بتذكره بوضوح هو السماق؛ كان معبي الجبال يومها. وكان نفسي اوقف جنب كل شجرة سماق والقط كل ثمارها الحمرا.
وقفنا لنلقط سماق اللي كان معبي اطراف الشارع. اللي بميزه انه أول ما تمسكه ايديك بتنصبغ بلونه الخمري وريحته القوية.
كملنا مسارنا المعتاد لمستعمرة بيت زايت، وكنا منحاول نمسك الوادي من نقاط ومواقع جديدة.
بتذكر قديش كانت الطريق صعبة وطويلة وكلها لفات ورجعات. كنا حاطين لحالنا تحدي انه نلحق الوادي بالسيارة ونوصل لأبعد نقطة ممكن نوصلها بدون محطات وقوف طويلة. المهمة ما كانت سهلة مثل ما كنا متخيلين. مش دايما الشوارع الموازية للوادي سهلة الوصول، وال GPS ما كان مساعدنا نقدر نلحق مسار الوادي.
كان ياخدنا لفات طويلة بين كل نقطة ونقطة بطرق بعيدة عن مسار الوادي. كان يمشينا بين المستعمرات او ياخدنا بالطرق المعروفة. بلحظة معينة ندمنا انه اخذنا ال GPS كمرجعية وتمنينا لو لحقنا حدسنا، او لحقنا الوادي على الأرض.
حاولنا نسلك كل الطرق الممكنة بالسيارة بس للاسف الوصول للوادي هو امر شبه مستحيل في غير المناطق المعبدة لذلك. كل محل تاني بتصرف بعدم وجود هاد الوادي و بفضل يتجاهل حقيقة وجوده.
على كل حال، بالآخر وصلنا قرية سطاف المهجرة من فوق، وكان الوادي مبين كتير عميق تحتها. وقفنا نطلع عليه بفضول كبير. الوادي والجبال اللي بتحيطه مغطية بأشجار الصنوبر اللي زرعها الصندوق القومي اليهودي في القرن الماضي. كان صعب نتخيل انه هاد الوادي هو نفسه اللي عاشرناه لوقت طويل ببيت حنينا، بلفتا وقالونيا. وكأنه كان لابس ثوب مش ثوبه.
سيرين علوي
أريج الأشهب


