
جدران ملونة بروسومات لجبال فاضية خضرا وسما زرقا بتستبدل مشهد الوادي
الوادي بالأزرق والأبيض
بآخر شهر 4 كسرت كاحلي وانجبرت أغيب عن الوادي لفترة. بعد تلت شهور، قررنا انا و سيرين ننزل لفة بالسيارة على الوادي. كنت جديد عم برجع امشي من غير حذاء خاص ولساتني خايفة من المشي بالوعر، بالذات انه كاحلي انكسر وانا عم بتجول بالطبيعة.
هالمرة المعادلة اتغيرت، بعد اصابة اريج وعمليتها باجرها، بطلنا نقدر نمشي بالوادي زي قبل. بس بصراحة كانت الإصابة نعمة بالنسبة للبلوك. نعمة لأنه اضطرينا نطلّع على الوادي من بعيد بنظرة أوسع، وننفصل شوي عن مقياس الشجر والحجر. بلشنا نسأل حالنا اسئلة زي شو بدنا من الوادي ولوين رايحين. كتير من الاسئلة اللي طلعت بعد الاصابة كانت قرارات مصيرية بالمشروع وتغييرات لصالحنا.
رسمنا لحالنا على الخارطة مسار واتفقنا نروح بالسيارة. بلشنا اليوم مسارنا من مستعمرة عطروت.
شفنا انه الوادي ببلش هناك، جنب متجر رامي ليفي الجديد، عند الجدار الفاصل. عالجهة التانية بلدة بير نبالا مبين شوي من أسقف عماراتها ورا الجدار.
لحقنا الوادي من الطريق السريع (بيجين)، بس أغلب الوقت ما كنا قادرين نشوفه. جدران ملونة بروسومات لجبال فاضية خضرا وسما زرقا بتستبدل مشهد الوادي والأحياء الفلسطينية اللي وراها وبتخبيها عن المستعمرين المارين على الشارع السريع. كملنا من طريق بيجين لشارع رقم 1 اللي بوصل على يافا. على شمالنا لمحنا لفتا قبل ما ندخل النفق. حاولنا نضل بموازاة الوادي بس مش دايما كان سهل.
طلعنا من مخرج بودي على مستعمرة بيت زايت اللي فيها بكمل الوادي، وهناك دخلنا على طول بأزمة سيارات غريبة. بالأول ما فهمنا شو القصة. شوي شوي بلشت تتوالى مجموعات من الناس حاملة أعلام—عائلات مستعمرين اشكناز مع طواقي شمس وشناطي تجول ومعاهم اطفالهم، معظمهم من هاي الفئة، عم تمشي باتجاه الوادي.
المشهد كان صادم. لون الأعلام الأبيض و الأزرق كان طاغي على خضار الوادي. نبات الصبر كان معبي أطراف الوادي وكان طالع كحد فاصل بينا وبين الحشود الاسرائيلية اللي طالعة تتظاهر باوطى نقطة بالوادي.
بمرحلة معينة، فهمنا انه مستحيل نقدر نكمل بجولتنا، الطريق كان تماماً مغلق بسبب تظاهرة ضد التعديلات القضائية ما كنا عارفين عنها. قررنا نلف ونرجع واضطرينا ناخد لفة طويلة. لما وصلنا الشارع الرئيسي اللي منه جينا، كانت الحشود مسكرته كمان وشارع من أربع مسالك تحول لمسلك واحد بس. بعد ساعة أو اكثر لقدرنا نمرق.
مرق اليوم بخيبة أمل كبيرة لفشلنا بإنه نوصل الوادي و شعورنا بإنه هاي الارض بتتاخد منا بأي لحظة ووقت. وفكرة إنه حتى بالسيارة اللى فكرنا ممكن تاخدنا لأبعد نقطة، وصلنا معها لسد ونهاية.
سيرين علوي
أريج الأشهب


