في عام 2023، قررنا مواصلة المشي في الوادي وتتبع مساره إلى ما بعد بيت حنينا. هدفنا هو التعرف على دور الوادي كطريق يربط الجبل بالبحر، والشجر بالحجر، والمياه بآبارها، والقرى ببعضها البعض. في ربيع 2023، قمنا بمواصلة رحلتنا باتجاه قرية لفتا التي تتبع بيت حنينا على مسار الوادي، ومن ثم إلى قرى بيت اكسا، قالونيا وعين كارم غرب القدس. كانت مشياتنا يسودها شعور مثقل بالخسارة التي يعيشها الوادي في عزلته عن أهله المهجرين، وشعور بالأمل تجاه ما يقوم به الوادي من ربط أوصالنا بهذه المناطق وكشفنا على دلائل للبقاء الفلسطيني ما بعد التهجير، تخزنها الصخور، وتجذرها النباتات، وتنقلها الحيوانات وتحملها المياه إلى مجهولٍ يدفعنا الوادي لكشفه، والبحث عن سردياته لدى أهل الوادي الذين عاشروه طويلاً وانتزعوا منه بالقوة. فيما يلي سلسلة من المذكرات التي توثق مساراتنا، مراقباتنا وأسئلتنا حول واقع الوادي اليوم ومصيره بدءاً من عام ٢٠٢١ وحتى اخر مشياتنا في عام ٢٠٢٤.